والهة

Lost | Vallee Johnson

 

عنكبوتٌ أكملتْ

منذ شهورٍ بيتَها في حجرتي

وأقامتْ فوق جدران السكينةْ

 

وإلى أسفلَ منها

خنجرٌ يلمعُ

يستكشف أعماقي الدفينةْ

 

وأنا أسأل نفسي

كلّ يومٍ:

ما الذي تنتظرينهْ؟ 

 

هرِمَ الشابُ الذي 

كنتِ زمانًا تعشقينهْ

خرِفَ الشيخُ الذي 

كنتِ زمانًا تعشقينهْ..

 

يشتري الأشجارَ كي يقطعَها! 

_ فلماذا تقطعُ الأشجارَ، يا شيخُ؟

_ لكي أصنعَ ألواحاً

_ لماذا تصنع الألواحَ، يا شيخُ؟!

_ لكيْ أَبنِي سفينةْ

_ ليس فيما حولنا بحرٌ ولا نهرٌ
_ سيأتي مطرٌ كالبحرِ من أعلى

ويأتي مطرٌ كالبحرِ من أسفلَ

_ في تمّوزَ؟!

_ في تمّوزَ!

_ يا شيخُ، سماءُ الله زرقاءُ

_ سماءُ الله ملأى بسَحابٍ أسودٍ

لا تبصرينهْ!

***

 

واثقٌ أنتَ

بميعاد السماءْ

 

لا ترى في الأرضِ

أشجارًا وأزهارًا وشوكاً 

وترى في الأرض ماءْ!

 

أيها الشيخُ الذي

أهديتُهُ كلّ عناقيدي الثّمينةْ

أنتَ ضيّعتَ شبابي وسنينهْ

 

ليت لي قلبًا سوى قلبي 

لأسقيكَ،

كما أسقيْتَني،

كأسَ الضغينةْ

 

جَوِّدِ القاربَ يا نـجّارُ!

زوِّجْ كلَّ لوحيْن بمسمارٍ

وحاذرْ من ثُقوبٍ

(كالّتي ما بيننا)

تخذل أضلاعاً متينةْ..

 

واثقٌ أنتَ

بميعاد السماءْ

 

لا حصى الصِبْيةِ يُؤذيكَ

ولا ضِحكُ النِّساءْ

فغداً تهطل في تموزَ

أمطارُ الشتاء! 

 

وغداً تَغرقُ، في الماءِ، المدينةْ

غير نوحٍ سوف تنجيهِ السفينةْ!

***

 

ليتها تمطرُ طوفانًا

وتَمْحوني

وتمحو قصّةَ الحبّ اللعينةْ!

 

 

عبد الله أبو شميس

 

 

شاعر وباحث ومترجم من الأردنّ، أصدر ثلاث مجموعات شعريّة؛ «هذا تأويل رؤياي» 2006، و «الخطأ» 2011، و«الحوار بعد الأخير» 2016، بالإضافة إلى ترجمته لمجموعة شعريّة بعنوان «اللانداي ـ من شعر المرأة الأفغانيّة في الحبّ والحرب» 2018.

يحمل شهادة الدكتوراة في الأدب والنقد، ويعمل خبيرًا لغويًّا في تطوير برمجيات تعليم اللغات.